عقدت جمعية البنوك في الأردن ورشة تدريبية بعنوان إدارة مخاطر المناخ وخطط التحول في المؤسسات المالية، خلال الفترة 13 إلى 14 تشرين ثاني 2024. وتأتي هذه الورشة ضمن مجموعة من الورش التدريبية المنوي عقدها في مجال تطبيقات التمويل الأخضر في القطاع المصرفي، بالتعاون مع مشروع “تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية” (GAIN) المنفذ من قبل التعاون الدولي الألماني (GIZ) وبدعم من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، وبالشراكة مع كلية فرانكفورت للتمويل والإدارة. وذلك ضمن اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين جمعية البنوك ومشروع (GAIN).

وعلى مدار يومين هدفت الورشة إلى تزويد العاملين في القطاع المصرفي بالمعرفة والأدوات اللازمة لفهم وتقييم وإدارة المخاطر المرتبطة بالمناخ، وتقديم منهجيات قياس مخاطر المناخ، وكيفية الامتثال للمتطلبات التنظيمية الدولية والمحلية، إضافة إلى تقديم نماذج عملية حول سبل تطوير خطط التحول والانتقال من نماذج الاعمال التقليدية الى النماذج المراعية للبيئة والمناخ والتي تساعد البنوك في التكيف مع التغيرات المناخية واستغلال الفرص الناتجة عنها.

كما شهدت الورشة التدريبية مناقشات وتركيزاً على الموضوعات المتعلقة بأساسيات إدارة المخاطر المناخية، ومنها أنواع المخاطر الملموسة والمخاطر الانتقالية التي تواجه المؤسسات المالية، واستراتيجيات التخطيط الانتقالي وربطها مع الأهداف الاستراتيجية للبنك والخطط الوطنية المتعلقة بذلك ومنها استراتيجية التمويل الأخضر للأعوام 2023-2027. كما شمل اليوم الثاني من الورشة التدريبية اطلاع المشاركين على مجموعة من دراسات الحالة والتطبيقات العملية واستعراض لأفضل الممارسات في هذا المجال.

 

وحاضر في الورشة التدريبية الخبير الدولي باسل شعبان، وهو مدير مركز كفاءة إدارة المخاطر والتنظيم في كلية فرانكفورت للتمويل والإدارة. ويعد السيد باسل أحد أبرز الخبراء في مجال إدارة المخاطر المناخية. وقد ركز السيد شعبان خلال الورشة التدريبية على جوانب نقل الخبرات والمعارف للمشاركين، بما في ذلك استعراض نماذج الامتثال العالمية ومنها المعايير الأوروبية والدولية مثل إرشادات BIS، ومعايير الإفصاح IFRS المتعلقة بالمناخ والتمويل الأخضر.

وقال مدير عام جمعية البنوك في الأردن الدكتور ماهر المحروق، ان هذه الورشة تأتي ضمن مجموعة من الورش التي ستعقدها الجمعية وعددها أربعة وذلك خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول، وتستهدف مجموعة من المواضيع المتعلقة بتطبيقات التمويل الأخضر والتي تهم القطاع المصرفي، كالتعامل مع العملاء وتطوير المنتجات الخضراء والبيع الأخضر. وبين المحروق أيضا ان هذه الورش تأتي ضمن الأنشطة المشتركة التي ستنفذ ضمن اتفاقية التعاون مع مشروع (GAIN) للأعوام 2023-2026، والتي تهدف الى تعزيز التعاون المشترك خصوصا في جانب رفع الوعي حول التمويل الأخضر وبناء القدرات المصرفية.

كما أشار المحروق في حديثه الى نتائج المرحلة الأولى من اتفاقية التعاون مع مشروع (GAIN) والتي تم من خلالها اعداد دراسة تقييميّة حول واقع وممارسات التمويل الأخضر في الأردنّ من خلال تحليل جانبي العرض والطلب. وعقد برنامج تدريب المدربين في مجال التمويل الأخضر، والذي استهدف تدريب أعضاء لجنة التمويل الأخضر ليصبحوا مدربين رئيسيين للبرنامج وذلك بهدف استدامة البرنامج التدريبي في الجمعية، حيث تم من خلال البرنامج تدريب ما يزيد عن 227 متدرب في القطاع المصرفي، ومن مختلف المستويات الإدارية والفنية. وقد بين المحروق في هذا الصدد، حجم الاستحسان والرضا العالي الذي حصل عليه البرنامج من القطاع المصرفي.

كما أوضح المحروق أهمية تعزيز قدرات القطاع المصرفي في مجال إدارة مخاطر المناخ وخطط التحول وذلك لتحقيق الاستدامة وتطبيق توجهات تخضير القطاع المصرفي الواردة في استراتيجية التمويل الأخضر الصادرة عن البنك المركزي والتي تعتبر خارطة طريق للقطاع المصرفي لفتح الافاق نحو التمويل الأخضر. كما بين المحروق ان الورش التدريبية تتوافق أيضا مع اهداف رؤية التحديث الاقتصادي في جانب إطلاق إمكانات القطاعات الاقتصادية وتعزيز التوجهات نحو الاقتصاد الدائري وتعزيز ركيزة الاستدامة.

كما عبر المحروق عن شكره لمشروع (GAIN) وكلية فرانكفورت للتمويل والإدارة، على تعاونهما الدائم مع الجمعية ودورهم في تنفيذ الورش التدريبية، كما أكد المحروق على نطاق الشراكة مع الكلية والتي تعتبر أحد مستشاري لجنة التمويل الأخضر في الجمعية.

وقد حظيت الورشة بمشاركة واسعة من ممثلي القطاع المصرفي ومن دوائر المعنية كدوائر إدارة المخاطر واقسام الاستدامة، والتخطيط الاستراتيجي. وقد عبر المشاركون في نهاية الورشة التدريبية عن تقديرهم للجهود المبذولة في تنظيم الورشة التدريبية، مشيرين إلى أهمية الموضوعات المطروحة في تعزيز قدراتهم المهنية ودعم التحول نحو ممارسات مصرفية مستدامة. والثناء على الجمعية لدورها الرائد في تعزيز القدرات المصرفية من خلال برامج تدريبية تتناسب مع احتياجات القطاع وتعزز من إمكانياته المستقبلية.