- محافظ البنك المركزي الأردني يؤكد على الدور الحاسم للقطاع المالي في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.
- شركس يكشف عن بدء العمل على استراتيجية شاملة للتمويل الأخضر في الأردن
- البنك المركزي الأردني يطمح لتكون استراتيجيته للتمويل الأخضر نموذجاً يحتذى به في الشرق الأوسط
- إرسال المسودة الأولية لاستراتيجية التمويل الأخضر إلى الشركاء الرئيسيين للحصول على ملاحظاتهم
- الانضمام الرسمي للبنك المركزي الأردني إلى شبكة تحضير النظام المالي العالمي في عام 2021
- السالم يشير إلى أهمية القطاعات الخضراء والتمويل الأخضر في تعزيز النمو الاقتصادي”.
- السالم: تأكيد تعاون جمعية البنوك مع مشروع تعزيز الأنشطة في المنشآت الصناعية في الأردن لتقديم برامج تدريبية
انطلقت اليوم، في مقر جمعية البنوك، فعاليات النسخة الأولى من منتدى التمويل الأخضر في القطاع المصرفي “جريفن” بعنوان “التمويل الأخضر: تهيئة المشهد”.
وأقيم الحدث تحت رعاية محافظ البنك المركزي، الدكتور عادل شركس، وبحضور وزير البيئة الدكتور معاويه خالد الردايدة، ورئيس جمعية البنوك باسم خليل السالم.
وشارك في المنتدى أيضا العديد من الشخصيات البارزة في القطاع المصرفي، بما في ذلك عدد من مدراء مجلس الإدارة للبنوك، والمدراء العامين وعدد من مدراء الدوائر البنكية.
وأكد محافظ البنك المركزي الدكتور عادل شركس، خلال الحفل الذي نظمته جمعية البنوك في الأردن بالتعاون مع مشروع تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية في الأردن (GAIN) المنفذ من (GIZ) بتمويل من الوزارة الفيدرالية للتعاون الاقتصادي في المانيا، وكلية فرانكفورت للتمويل والإدارة، على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع المالي في التكيف مع تأثيرات تغير المناخ ومواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المرتبطة به.
وقال الدكتور شركس: “إدارة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ تتطلب من السلطات الرقابية اتخاذ إجراءات استثنائية تتضمن إدماج هذه المخاطر في سياساتها الرقابية والاحترازية”.
وأضاف أن هذا سيسهم في توجيه البنوك والمؤسسات المالية نحو تضمين تلك المخاطر في سياساتها الائتمانية والاستثمارية، مما يعزز من دور التمويل الأخضر.
وأشار المحافظ الى تطورات هامة في هذا الإطار، حيث قال: “البنك المركزي الأردني بدأ في عام 2022 بالتعاون مع البنك الدولي بالعمل على إعداد إستراتيجية شاملة للتمويل الأخضر لزيادة مخاطر تغير المناخ بالتنسيق والشراكة مع القطاع المصرفي والمالي والأطراف ذات العلاقة”.
هذا وكشف الدكتور شركس أنه قد تم بدء العمل على هذه الاستراتيجية بتاريخ 2022، وأكد على أن هذه الاستراتيجية ستكون الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط ونموذجًا يحتذى به من قبل الدول العربية الشقيقة.
وأشار إلى أن الاستراتيجية ستغطي قطاع البنوك وشركات التأمين وشركات التمويل الأصغر، وتتضمن خططًا لتعزيز التمويل الأخضر والحد من مخاطر تغير المناخ.
وأضاف: “قد تم إرسال المسودة الأولية للاستراتيجية إلى جمعية البنوك والشركاء الرئيسيين للحصول على ملاحظاتهم عليها، تمهيدا لإطلاقها بشكل رسمي قريبا”.
وفي السياق الدولي، قال المحافظ إن البنك المركزي الأردني انضم إلى شبكة تحضير النظام المالي العالمي في عام 2021، بهدف تعزيز الاستجابة العالمية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ وتعزيز دور النظام المالي في إدارة مخاطر تغير النماذج وتوجيه رأس المال نحو الاستثمارات الخضراء.
من جهته، قال رئيس جمعية البنوك في الأردن، باسم خليل السالم ان منتدى التمويل الأخضر يعقد لأول مرة في جمعية البنوك، لافتا الى إن الرؤية الاقتصادية التي نتبعها تتكئ على الاستدامة كجزء أساسي من تحقيق أهدافها”.
وأشار السالم إلى أن التمويل الأخضر والقطاعات الخضراء لهما دور حاسم في الإقتصاد الأردني وفي تعزيز مستويات النمو الاقتصادي، والتعامل مع التحديات الكبرى.
وأوضح أن هذا التوجه يتطلب تمويلًا مناسبًا يدعم الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر من خلال الأدوات والمنتجات الاستثمارية والتمويلية الصديقة للبيئة.
وتحدث السالم عن الجهود التي بذلها البنك المركزي الأردني منذ عام 2021 في التحضير لإطلاق استراتيجية التمويل الأخضر، معتبرًا أن جمعية البنوك حرصت على تبني وترويج مفهوم التمويل الأخضر، وهو ما دعا إلى إطلاق لجنة التمويل الأخضر التي تضم تسعة بنوك.
هذا وأكد السالم على تعاون الجمعية مع مشروع تعزيز الأنشطة في المنشآت الصناعية في الأردن لتقديم برامج تدريب متخصصة لأعضاء اللجنة لتدريب المدربين في مجال التمويل الأخضر، حيث تم تدريب 150 موظفا من القطاع المصرفي على مختلف مفاهيم وأسس الأخضر.
واختتم السالم بالإشارة إلى أن هذا المنتدى يعد محاولة لتوفير أرضية للحوار بين مختلف أصحاب العلاقة وضمان تكامل وتناسق الجهود المبذولة من البنك المركزي والبنوك والجهات الحكومية، مضيفًا أن المنتدى يستهدف توفير الزخم الكافي لإدماج مفهوم التمويل الأخضر ضمن التوجهات الاستراتيجية للبنوك.
وعلى هامش المنتدى، انعقدت الجلسة الأولى التي تحدث فيها المدير التنفيذي لدائرة الاستقرار المالي في البنك المركزي، محمد عمايرة، عن الخطوات التي اتخذها البنك المركزي الأردني في مجال التمويل الأخضر وإدارة مخاطر المناخ.
وقال عمايرة: “في تشرين الأول 2021، انضممنا إلى برنامج التمويل الأخضر للبنك المركزي وشبكة NGF stand GFS connect الدولية، التي تعزز دور القطاع المالي في توجيه التمويل نحو الابتكارات الصديقة للبيئة وإدارة مخاطر المناخ.
وزاد: “منذ حوالي عامين، بدأنا في البنك المركزي الأردني بتطوير استراتيجية شاملة للتمويل الأخضر، تمثل خارطة طريق للمستقبل وتحدد الإجراءات التي يجب أن نتخذها لتعزيز التمويل الأخضر وتقوية إدارة مخاطر المناخ، وفي تشرين الثاني 2021، بدأنا بجمع البيانات وتقييم الممارسات الحالية في البنوك الأردنية في مجال التمويل الأخضر وإدارة مخاطر المناخ.
وقال: “في حزيران 2022، بدأنا بالتعاون مع البنك الدولي في تطوير استراتيجية شاملة للتمويل الأخضر، اذ ان هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحويل القطاع المالي في الأردن إلى قائد إقليمي في التمويل الأخضر وإدارة مخاطر المناخ.
وأشار الى أن الاستراتيجية تعتمد على ركيزتين رئيسيتين هما: تقوية إدارة مخاطر المناخ في القطاع المصرفي والمالي وتعزيز التمويل الأخضر.
ونوه الى ان رؤية البنك المركزي تهدف إلى تحويل القطاع المالي في الأردن إلى قوة رائدة في تحريك التمويل الأخضر وتعزيز القدرة على التحمل ضد المخاطر المناخية والبيئية، مما يمكن الأردن من أن يصبح رائداً إقليمياً في المالية المستدامة.
وأشار الى أنه ولتحقيق هذه الأهداف، سيقوم البنك المركزي بتطوير برنامج شامل لتعزيز القدرات في القطاع المصرفي والمالي من أجل تعزيز قدرات العاملين في مجال التغير المناخي والتمويل الأخضر.
واكد أن بناء القدرات والتدريب لجميع العاملين في هذا المجال يعد حجر الزاوية لتحقيق تنفيذ فعال لاستراتيجية التمويل الأخضر.
بدوره، خلال الجلسة الثانية، قدم البروفيسور أولف موسلينر، الخبير الألماني وأستاذ في كلية فرانكفورت للتمويل والإدارة، رؤيته حول التمويل الأخضر والتحديات التي تواجه هذا المجال.
وقال موسلينر: “عندما أفكر في التمويل الأخضر كعالم أكاديمي، ألاحظ أن الكثير من الدول والمؤسسات بدأت في هذا المجال، لكن لم تصل أي منطقة أو دولة أو مؤسسة بعد إلى المستوى المرجو.
وأضاف: “أود أن أتحدث قليلاً عن الطريق الذي بدأ فيه الاتحاد الأوروبي، وأود أن أتطرق أيضاً لبعض الدروس التي تعلمناها حتى الآن من الأشياء التي نجحت والأشياء التي ربما كان يمكن أن تعمل بشكل أفضل”.
ووضع البروفيسور موسلينر تجربة فكرية للنقاش، قائلاً: “لنتخيل لحظة رسم الانبعاثات الكربونية على مدى العقود القليلة الماضية، ومن ثم الانخفاض الحاد نحو الصفر الصافي، هذا التغيير الهيكلي الجذري عادة ما يتعلق بالطاقة عندما نتحدث عن انبعاثات الكربون، والطاقة عادة ما تتعلق بالبنية التحتية ذات الكثافة الرأسمالية العالية. وعندما نتحدث عن البنية التحتية ذات الكثافة الرأسمالية، نتحدث عن الأمور التي تحتاج إلى التمويل، لذا نتحدث فوراً عن القطاع المالي”.
وتابع البروفيسور موسلينر، “تجدر الإشارة إلى أن المخاطر المتعلقة بالمناخ ليست فقط المخاطر الفعلية، بل يوجد أيضاً فرص، اذ ان البنية التحتية الجديدة تحتاج إلى استثمارات، وهذه الاستثمارات تعتبر فرصاً قد تهم المتعاملين في السوق. وبالإضافة إلى ذلك، واحدة من التوصيات التي أدلى بها هي إضافة سيناريو مستقبلي ثابت يتوافق مع الكربون الصافي الصفر كنوع من تجربة الفكر “لكي ندرك كيف سيبدو العالم”.
وختم البروفيسور موسلينر بالقول: “جزء من السبب هو أن الأدوات التقليدية للمخاطر التي يستخدمها الأطراف المشاركة في السوق المالي غالبًا ما تكون نماذج كمية، والتي تحتاج إلى البيانات التاريخية. ومع ذلك، في مواجهة تغييرات هيكلية كبيرة، قد يكون التحليل التاريخي غير كافٍ. لذا فإن التفكير في سيناريوهات مستقبلية يعتبر جزءاً هاماً من العملية”.
وفي نهاية اعمال المنتدى، قدم الدكتور ماهر المحروق مدير عام الجمعية، البيان الختامي للمنتدى، الذي تناول فيه استمرار اعمال الشراكة مع مشروع تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية في الأردن (GAIN) المنفذ من (GIZ) بتمويل من الوزارة الفيدرالية للتعاون الاقتصادي في المانيا، والإعلان عن إطلاق المنتدى كمنتدى سنوي تحت شعار (جريفن-GREEFIN) بحيث يتناول المنتدى في كل سنة احدى المواضيع المتعلقة بالتمويل الأخضر.
كما تحدث المحروق عن جهود الجمعية في تبني مفهوم التمويل الأخضر وترويجه بين البنوك، من خلال لجنة التمويل الأخضر، والتي تضم في عضويتها 7 أعضاء من البنوك وعضوين استشاريين، حيث تهدف اللجنة لتعزيز وترويج مفهوم التمويل الأخضر وزيادة الوعي والمعرفة به لدى البنوك في الأردن، وبالشكل الذي يمكنها من تكييف سياساتها وتوجّهاتها نحو التمويل الأخضر وفقاً لأفضل الممارسات والتجارب الفضلى. كما قامت الجمعية بالتعاون مع مشروع تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية في الأردن (GAIN) المنفذ من (GIZ) بتمويل من الوزارة الفيدرالية للتعاون الاقتصادي في المانيا، ومع كلية فرانكفورت للتمويل والإدارة، بتقديم برنامج تدريبي متخصص لأعضاء اللجنة لتدرب المدربين في مجال التمويل الأخضر، والذين قاموا بدورهم بتدريب حوالي 150 موظف من القطاع المصرفي على مختلف مفاهيم وأسس التمويل الأخضر.
وفي ختام اعمال المنتدى توجه رئيس الجمعية الى البنك المركزي والحضور بالشكر الجزيل على مشاركتهم الفاعلة في المنتدى، حيث اعتبر السالم المشاركة الفاعلة من البنوك مؤشر على اهتمامهم بقضايا التمويل الأخضر والمستدام، مؤكداً ان الجمعية ستعمل على البناء على نتائج الحوار التي شهدها المنتدى.
كما تقدم عدد من الحضور بجزيل الشكر للجمعية والبنك المركزي على جهودهم في مجال التمويل الأخضر، مؤكدين أهمية تحول القطاع المصرفي الى قطاع اخضر وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الأردني بشكل رئيسي وارتباط ذلك بحماية الأجيال القادمة ودور القطاع المصرفي في ذلك كجزء من المجتمع الأردني.